خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الصراع مستمر

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

الأحداث المأساوية في غزة والضفة الغربية تفتح موضوع الاستعمار الغربي القبيح على مصراعيه، وتُؤكد أن العقلية والممارسات الغربية الاستعمارية لم تنتهِ.

لقد حصلت الدول العربية، بعد صراع مرير مع الاستعمار الغربي الآثم، على الاستقلال قُبَيْل منتصف القرن العشرين وبُعَيْده، ما عدا فلسطين بالطبع، التي كان لها ترتيب شيطاني جائر.

ولا شك بأن نيل الاستقلال، لا بل انتزاعه من الدول المستعمِرة، يُعدّ انجازاً مُهمّاً للدول العربية، وغيرها من دول العالم. فلقد أنهى الاستقلال التّحكم المباشر في مقاليد الأمور، إضافة إلى العنف اليومي والمجازر البشعة التي ارتكبها الاستعمار.

وقد تنفّست دولنا الصعداء، وبدأت مشروع النهوض من العثرات التي تعرضت لها أثناء الاستعمار، وشرعت في خطط البناء والتحديث والتطوير.

وهذا كله أمر إيجابي، نحمد الله عليه، ونُثمّن عالياً كفاح شعوبنا المناضلة وقادتها المخلصين، والتي أدت إلى انفكاكنا من نير الاستعمار ووضع حد لآثاره المُدمِّرة.

بَيْدَ أن استقلالنا لم يُخلّصنا من هيمنة المُستعمِر التي ما زلنا نتعرض لها، نتيجة استمرار الدول الغربية في تبنّي سياساتها الإمبريالية وغطرستها التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، والتي تُذكّرنا أن صراعنا مع الاستعمار لم ينتهِ بالاستقلال، وإن كان الاستقلال شكّل خطوة أساسية في عملية التّحرّر.

هيمنة الدول الغربية المُستعمِرة تنتهي بتوقّف اعتمادنا عليها، والبدء باعتمادنا على أنفسنا في الأبعاد الأساسية.

وهذه الأبعاد كثيرة ومترابطة، ومن أهمها البُعد الاقتصادي والمالي، والذي يشكّل العمود الفقري للأبعاد الأخرى؛ فالكفاءة الاقتصادية والمالية تُغنينا عن الاعتماد المبالغ فيه على المساعدات والهبات والقروض الثقيلة من جانب، والتي تأتي مشروطة ومقيدة ليس فقط بقيود مالية وإجرائية بل كذلك سياسية وثقافية؛ كما تُوفّر لنا الأموال اللازمة لدعم مشاريع البناء والتطوير والتحديث من جانب آخر.

ومن الأبعاد المهمة كذلك البُعد العلمي والبحثي، فمجتمعنا مُقصّر في بناء كفاية علمية وبحثية حقيقية، تكون الأساس لابتكاراتنا واختراعاتنا التي تُبنى عليها عجلة التقدم. وحقيقةً فإن الكثير ما زال دون الطموح على هذا المستوى، لأن العِلم في مجتمعنا يتبوّأ أولويّة متأخّرة، ونكتفي في الغالب بالاعتماد على ما تُقدّمه الدول «المتقدمة»، وكأن ليس لنا من «التقدم» نصيب، وكأنّ قدرنا أن نبقى دولاً «نامية» متأخرة عن غيرها، ومُستهلكة لا منتجة للعلم.

وهنالك بُعد الصناعة بكافة جوانبها، بما في ذلك جانب التكنولوجيا المهم، والذي ما زلنا لم نحقق فيه سوى نجاحات فرعية، ولم نَخطُ في رحلته الطويلة سوى «خطوات طفولية»، كما يقال. التكنولوجيا هي الأساس في كل شيء، وبدونها تكون المجتمعات «أُميّة» وضعيفة.

وهنالك بُعد التطوير المجتمعي والثقافي، والذي هو بحاجة إلى عناية أكثر بكثير مما نُكرّس له.

ثم هنالك البُعد التربوي، والذي هو بحاجة إلى إصلاح شامل ونهضة، لأنّه البُعد المؤثّر في بقية الأبعاد والمكمّل لها.

الكلام يكثر هنا، لكنّ النقطة التي نودّ إبرازها أنّ قوتنا تكمن في اعتمادنا على أنفسنا، وأنّ اعتمادنا على الغير يُضعفنا ويُهمّشنا.

صراعنا مع الدول المستعمرة لم ينتهِ باستقلالنا، بل هو مستمر إلى أن نعتمد على أنفسنا، ونكون نِدّاً للآخرين، أصحاب قرار مستقل؛ وهذا يتطلب أن نُشمّر عن سواعدنا ونفعل الكثير.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF